بصمة برس/ بغداد
كرم الله سبحانه وتعالى الانسان ان نفخ فيه من روحه وجعل الملائكة يسجدون له اكراما له، كدليل على ان الانسان له مكانة عند الله تبارك وتعالى، خلق فيه الروح” كأمانة ثمينة جدا ابت ان تحملها السماوات والارض واطلق لها العنان في الحياة، لها موعدا محددا لترجع الى خالقها، فلا يجوز العبث بالامانة والحفاظ عليها وعدم الانجرار الى اوامر الشيطان ووسوسته في التخلص من هذه الروح بقتلك نفسك ظلما من دون التفكير في مصيرها بعد الموت وما يترتب عليها من عقوبات صارمة من رب السماء،.
وهذا مبتغى الشيطان العدو الأكبر عليه لعنة الله لاستدراجه الانسان الى جهنم. ولو عرجنا قليلا لمعرفة مفهوم الانتحار، فانه يعني التعمد في قتل الانسان لنفسه. سواء بآلة حادة او تناول السم، او الشنق بالحبل وغيرها من اساليب القتل ، ولا يقتصر مفهوم الانتحار على قتل النفس بل يشمل إيذائها ايضا، كالتعمد بإتلاف احد اعضاء الجسم او زيادة الاكل او الشرب فوق طاقة النفس او ترك الاكل لدرجة الموت، والادمان على المخدرات والمشروبات الكحولية، لها دور ايضا في اتلاف الفكر والجسد في ان واحد وكل هذه الاسباب تساعد في قتل الانسان نفسه سواء قتل بصورة مباشرة ام قتل بطيء.
فقد حرم الله سبحانه وتعالى قتل النفس او ايذاءها لانها ملك له ولا يحق للانسان الحكم عليها بالقتل. فكل الاديان السماوية، لم تجز للانسان قتل نفسه بل تحرمه وتحافظ عليها من الاذى.
وللانتحار اسباب عدة منها الامراض النفسية والادمان على المخدرات والكحول الفشل بالحب والزواج القسري والعنف الاسري الشديد وخطورة سن المراهقة لقلة ادراك الشاب وتصوره بان الانتحار وسيلة للخلاص من المشاكل او الفقر، فضلا عن اسباب كثيرة تلقي بضلالها على الانسان فيختار سبيل الانتحار.
الانتحار ليس حلا للمشاكل وضيق الدنيا وقسوة المجتمع، كما يعتقده البعض بل هو من كبائر الذنوب التي تقود الانسان الى جهنم بعد الموت، فلا يعتقد من يفكر بالانتحار انه يموت ويفارق الحياة وينتهي كل شيء، بل يستعد لاهوال شديدة نتيجة لغضب الخالق عليه وكيف عجل بنفسه الى الهلاك وحتم بمصير الروح الى النار نتيجة تفكيره السلبي بعدم حاجته الى الحياة ووسوسة النفس الشريرة والشيطان الذي يكون من دواعي سروره دخول الانسان الى جهنم، فبالنهاية هو عدو ابينا ادم عليه السلام وعدو ذريته ولا يحب لابن ادم ان يكون فردا مؤمنا بقضاء الله وقدره، بل يجعله يتعدى القضاء والقدر ويقوم بقتل نفسه التي هي ملك لله سبحانه، كما يفعل المنتمون للتنظيمات الارهابية من تجنيد انفسهم وتفجيرها في جمع من الناس الابرياء معتقدين ذلك جهادا في سبيل الله بل العكس على ما يظنون ما هو الا قتل متعمد بحق انفسهم وقتل ناس ابرياء ومنعهم من العيش وقطع الحياة عنهم، وهذا نوع من الانتحار يتحمل فيه المنتحر جريمة قتل نفسه وجريمة قتل الابرياء الذين لا ذنب لهم، وللاسف ان جل من يقومون بأعمال انتحارية هم من المراهقين لعدم ادراكهم بخطورة وعواقب هذا العمل الشنيع.
ولابد من تضافر جهود مجتمعية ودولية وكل جهة تتحمل مسؤوليتها تجاه المجتمع سواء كانت حكومات محلية ام منظمات مجتمع مدني ام مدارس، في تبيان خطر الانتحار على المجتمع، وذلك من خلال التثقيف المستمر في نوادي الشباب والمدارس وحتى في الشوارع العامة من خلال نشر بوسترات تبين خطر الانتحار والالتزام الديني الذي يؤمن ويحصن حياة الفرد من نفسه ومن مكائد الشيطان ومواجهة مشاكل الحياة.
“ندى الحجيمي”